قصائد وأزجال قداسة البابا المعظم الانبا شنودة الثالث
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية 117
قبل رهبنة قداسة البابا شنودة الثالث، كان يكتب شعرًا (أو كما يقول هو “ما كنت أسميه شعرًا”) لبعض الوقت، إلى أن تتلمذ على يد أحد الكتب القديمة في الشعر، وهو كتاب “أهدى سبيل إلى عِلميّ الخليل” للأستاذ محمود مصطفى، وبدأ يتعلم البحر والقوافي ونظم الشعر المختلفة.. فكان يكتب بعض الأشعار وهو طالبًا حول بعض مواد الدراسة، أو في احتفالات مختلفة.. ثم بدأ بعد رهبنته في كتابة قصائد روحية و أشعار دينية تلمس مواضيع مسيحية و روحية عدة.. وتم تلحين بعضها، وأصبحت ترانيم شهيرة لجمال كلماتها، و معانيها، و أيضًا ألحانها..
وقد حاولنا ترتيب الأشعار ترتيبًا حسب سنوات نظم الشعر حسبما هو متاح..
كلمات شعر فكاهي: الجغرافيا – أبيات قالها نظير جيد وهو طالب فى السنة الاولى بكلية الاداب – 1944 أول سنة فى الدراسة
حاجة غريبة بأدخلها بالعافية فى مخى ما تدخلشى
بنشوف فى الأطلس أمريكا و ألمانيا و بلاد الدوتشى
ماتقول لى بأى فوتوغرافيا و تقول ما تقول ما هاصدقشى
حاجة غريبة بأدخلها بالعافية فى مخى ما تدخلشى
و رياح مبللوله تجيب مية و رياح جافة متمطرشى
و رياح بتساحل فى الساحل تتبع تعريجة و تمشى
و رياح بتغير وجهتها و رياح تمشى متحودشى
انا عقلى اتلخبط فين ديا و ديا و بين ديا و ديا ما أفرقشى
حاجة غريبة بأدخلها بالعافية فى مخى ما تدخلشى
كلمات زجل: قد كنت في غربة
أبيات قيلت وهو طالب في السنة الأولى، بد أن دُعي لاجتماع سياسي، ثم لم يلبث أن شعر أن هذا لا يتفق مع مثالياته الدينية
قد كنت في غربة أو كنت في ظنٍ
ثم انثنيت، وبي شوقٍ إلى وطني
قد خدَّروني بألفاظٍ مُنَمَّقَةٍ
وطلَّ سهرهم ينصبُّ في أذني
حتى انخدعت بما قالوا وما سردوا
يوم انخدعتَ بهم، كم كان أبرأني
كلمات شعر فكاهي : يعملوني عميد
أبيات قالها نظير جيد وهو طالب في السنة الثانية بكلية الآداب في حفل تكريم العميد
يا ما نفسي شهر واحد بس مش عايزه يزيد
يعملوني فيه عميد او حتي نائب للعميد
كنت اعمل للسكاشن كلها ترتيب جديد
كنت اخلي الشخص يتخرج تقول زي الحديد
كنت امشي الشخص منكم عالعجين مايلخبطوش
كنت الغي قسم جغرافيه و مش ناقصين مضايقه
متنا من كتر المذاكرا و مش لاقيين ذاكراتنا حايقه
من غير الجغرافيه تبقي دراسة الكليه رايقه
مش ظريف الاقتراح ده يخليكم ما تسقطوش
بس انا يا خسارة عايش وسط ناس مايعبروش
لو كانوا يعرفوا مقداري كانوا مايسيبونيش
يعني لو ما كنتش اعرف المناخ ده استوائي ابقي جاهل
يعني لو ما كنتش اعرف الجبل ده التوائي ابقي جاهل
يعني لو ما كنتش اعرف بيليزوي وكيتيزوي وميليزوي ابقي جاهل
ده كلام فارغ صحيح ده مقرر مش مريح
دي مضايقه دي سماجه بس لما ابقي عميد
و الامل ده مش بعيد ها ابقي الغي كل حاجه
قصيدة ( ذلك الثوب ) كتبت عام 1946
هوذا الثوب خذيه ** إن قلبى ليس فيه
أنا لا أملك هذا الثوب ** بل لا أدعيه
هو من مالك أنت ** لك أن تسترجعيه
فانزعى الثوب إذا ** شئت و إن شئت اتركيه
إنما قلبى لقد ** أقسمت ألا تدخليه
أنا لا أملك قلبى ** و كذا لن تملكيه
إنه ملك لربى ** و قد استودعنيه
عبثًا قربك منه ** هوذا قلبى اسأليه
زوجك الغائب قد ** اعهدنى مالًا و عرضًا
بل و قد ملكنى فى ** بيته طولًا و عرضًا
إنه عهد وثيق ** كيف أهوى فيه نقضًا
و إذا كنت خوَّا ** نًا أخون العهد فرضًا
كيف أعصى الله ربى ** و بهذا الشر ارضى
ناسيًا عقلى و دينى ** طارحًا تقواى أرضًا
فابعدى عنى دعينى ** إن أخلاقك مرضى
أى فخر لك فى ثو ** بى و قد اخلعتنيه
هوذا الثوب خذيه ** إن قلبى ليس فيه
آه لو تدرين ما اعلم ** عن أبرام جدى
قصة الطاعة و المذ ** بح و الابن المعد
طاعة غَّنى بها الع ** الم من عهد لعهد
طاعة أورثتها قد ** أصبحت عنوان مجدى
طاعة لله لا للشر ** إن الشر يردى
طاعة للروح لا للجسم ** إن الجسم عبدى
سأطيع الله حتى ** لو أطعت الله وحدى
كيف أعصى الله منقادًا ** لذا الشر الكريه
هوذا الثوب خذيه **إن قلبى ليس فيه
قصيدة (غريباً) .. كتبت عام 1946
1- غريباً عشت في الدنيا نزيلاً مثل أبائي .. غريباً في أساليبي وأفكاري وأهوائي
غريباً لم أجد سمعاً أفرغ فيه أرائي .. يحار الناس في ألفي ولا يدرون ما بائي
يموج الكون في مرح وفي صخب وضوضاء
2- وأقبع ههنا وحدي بقلبي الوادع النائي .. غريباً لم أجد بيتاً ولا ركناً لإيوائي
تركت مفاتن الدنيا ولم أحفل بناديها .. ورحت أجر ترحالي بعيداً عن ملاهيها
خلي القلب لا أهنوا لشيء من أمانيها
3- نزيه السمع لا أصغي إلى ضوضاء أهليها .. أطوف هاهنا وحدي سعيداً في بواديها
بقيثاري ومزماري وألحان أغنيها .. وساعات مقدسة خلوت بخالقي فيها
أسير كإنني شبح يموج لمقلة الرائي
4- كسبت العمر لا جاه يشاغلني ولا مال .. ولا بيت يعطلني ولا صحب ولا آل
هنا في الدير آيات تعزيني وأمثال .. هنا الإنجيل مصباح ولا يخفيه مكيال
هنا لا ترهب الرهبان قضبان و أغلال
5- ولا تستعبد الوجدان أغراض وأمال .. ولا تلهو بنا الدنيا فإدبار وإقبال
أقول لكل شيطان يريد الأن إغرائى .. حذارك إننى أحيا غريباً مثل أبائى
قصيدة (أبواب الجحيم) كتبت عام 1946
كم قسا الظلم عليكِ، كم سعى الموت إليكِ.
كم صُدمتِ بإضطهادات، وتعذيب وضنكِ.
1. كم جُرحتِ كيسوع، بمسامير وشوكِ.
عذبوكِ وبنيكِ، طردوكِ ونفوكِ.
عجباً كيف صمدتِ، (ضد كفران وشِركِ) 2.
2. هو صوت ظل يدوي، دائماً في أذنيكِ.
يشعل القوة فيكِ، حين قال الله عنكِ.
إن أبواب الجحيم، (سوف لا تقوى عليكِ) 2.
3. لستِ في أرض ولدتِ، قد ولدت في السماء.
أنتِ من روح طهور، لستِ من طين وماء.
أنتِ حق أنتِ قدس، (أنتِ نور وضياء) 2.
4. مَنْ بناكِ هل بناكِ، غير رب الشهداء.
مَنْ رواكِ هل رواكِ، غير ينبوع الدماء.
مَنْ حماكِ هل حماكِ، (غير أقنوم الفداء) 2.
5. إسألي عهد المُعز، فهو بالخبرة يعلم.
إسأليه كيف بالإيمان، حركت المقطَّم.
جبل قد هز منكِ، (وإذا شئتِ تحطَّم) 2.
6. أيها الناس رويْداً، قلب التاريخ تفهم.
قل لمَنْ يدعى عظيماً، إن رب القبط أعظم.
كل قبطي وديع، (إنما في الحق ضَيْغم) 2.
7. وهو يعطي الروح أيضاً، قائلاً في غير شكِ.
إن أبواب الجحيم، سوف لا تقوى عليكِ.
فإطمئني وإستريحي، (إنما المصلوب معكِ) 2.
قصيدة (ضاع منا كل مجد – عن الطلاق) كتبت عام 1946
ضاع منَّا كل مجد، أي مجد عندنا.
غير إنجيل يسوع، فهو باقي بعدنا.
هو باقي ما بقينا، وهو باقي بعدنا.
كل حرف فيه عندنا، أغلى من روحنا.
إنما الموت هو، التفريط في إنجيلنا.
إنما الموت هو، التطليق بغير زنى.
إنه موت اذا أنسيت، ما قيل عنكِ.
إن أبواب الجحيم، سوف لا تقوى عليكِ.
قصيدة ( ابطال ) كتبت عام 1947
نلتم الأمجاد في دنيا ودين، وهزأتم بالطغاة الملحدين،
لم تموتوا أيها الأبطال بل، قد سكنتم في سماء الخالدين،
لم يمت مَنْ قاوَم الكفر ومَنْ، بيسوع هز عرش الكافرين،
لم يمت مَنْ صار بإستشهادهِ، قُدوَة تبقى على مر السنين،
لم يمت مَنْ قدم الروح على، مذبح الحق جريئاً لا يلين،
لم يمت كل غريب ههنا، مر بالدنيا مرور الزائرين.
عجباً كيف صمدتم للطغاة، في ثبات أدهش الكون مداه،
أي شئ حبب الموت لكم، هل رأيتم فيه أكليل الحياة،
أم بصرتم بيسوع واقفاً، في إنتظار فإستبقتم للقاه،
أم سمعتم مثل همس الوحيْ مَنْ، قد دعاكم فإستجبتم لدعاه،
أم تذكرتم صليب الناصري، ونسيتم كل شئ ما عداه،
أم تخيلتم عمود الدين قد، راح يهوي فإصطففتم لحماه،
أيما قد كان داعى الموت لم، نستطيع حسبانكم في المائتين،
لم تموتوا أيها الأبطال بل، قد سكنتم في سماء الخالدين.
هذه القوة في غير إنتهاء، كيف جاءتكم جموع الشهداء،
أي سيف قد تسلَّحتم به، أيها العُزَّل في ساح الدماء،
هل رأيتم في دروع الأرض ما، لم يلق يوماً بأبناء السماء،
تسلَّحتم بقلب طاهر، ودعاء مستجاب ورجاء.
وبايمان قوي قادر، يرجع الموتى ويشفي الضعفاء،
ألهمونا بعض تقواكم فقد، أظلم الكون وقل الأتقياء،
وبقينا كلما نذكركم، يخفق القلب ويدعو في حنين،
لم تموتوا أيها الأبطال بل، قد سكنتم في سماء الخالدين.
قصيدة ( هذه الكرمة ) كتبت عام 1948
هذه الكرمة يا مولاي من غرس يمينك نبتت من شوكة كانت علي طرف جبينك
ورواها دمك القاني وسيل من جفونك وراعاها حبك الصافي وذاقت من حنيك
فنمت في جنة الإيمان تحيا في يقينك ومضت تحمل للأقباط من أثمار دينك
هذه الكرمة يا مولاي من غرس يمينك
غير أن الريح يا مولاي قد طاحت بغصن شردت طيره في الكرمة من ركن لركن
طار لا يشدو ولكن شاكيًا من ذا التجني أنت يا من قلت من يمسسكموا قد مس عيني
فرح الأطيار في الكرمة وإمح كل حزن وإصلح الامر فهذا الغصن من أقوي غصونك
هذه الكرمة يا مولاي من غرس يمينك
ليس لي يا خالقي الجبار أن أفهم قصدك فغبي أنا يا قدوس والحكمة عندك
غير أنا قد تركنا من لنا يا رب بعدك؟ ليس إلا وعدك الماضي فهل تذكر يا رب وعدك؟
أنت لا تنساه مهما نسي الكرام عهدك كيف تنسي إبرام مختارك أو يعقوب عبدك؟
كيف تنسي الحب والإشفاق أو ماضي حنينك؟!
هذه الكرمة يا مولاي من غرس يمينك
نحن منقشون في كفك لا نخشي إضطرابًا نحن أخطأنا ولكن سوف لا نفني عقابًا
هوذا الرحمة تنصب من الآب إنصبابًا كلما نغلق بابا تفتح الرحمة بابًا
أه يا مولاي يا من عرف الخل شرابًا شعبك المسكين يا قدوس قد قاسي عذابًا
إنظر الكرمة بعد الخصب قد أمست خرابًا وإشفق اليوم عليها فهي لا تحيا بدونك
هذه الكرمة يا مولاي من غرس يمينك
قصيدة (وماذا بعد هذا) كتبت عام 1948
سأهدم في المخازن ثم ابني واجمع فضتي واضم تبري
واغرس لي فراديسا كبارا بأثمار واطيار وزهر
واقطف وردة من كل غصن واطرب مسمعي من كل طير
واسعد بالحياة ومشتهاها وانعم في رفاهية وخير
وابني معبدا للمال ضخما اقدم فيه قرباني وشكري
وماذا بعد هذا ليت شعري؟ سألقي الموت مهما طال عمري
وهذا المال يا ويحي عليه سأترك كل اموالي لغيري
وافني مثل مسكين فقير وارقد مثله في جوف قبر
ونسمة قيره ستهب حولي ولا تفريق بين غني وفقر
سأسكن في قصور شاهقات واحيا مثثلما تشتاق نفسي
وأرقي مثلما ابغي واعلو وتشرق في سماء المجد شمسي
اسير فتشخص الابصار نحوي واحسب كل تاج فوق رأسي
وتحني هامها الدنيا خضوعا ويحتفل الوجود بيوم عرسي
وتهتف كل حنجرة بإسمي وأصبح وسط تمجيد وأمسي
واملأ الدنيا غرورا واهمل كل ترتيل وقدس
وماذا بعد هذا ليت شعري؟ سيجري ضائعا يومي كأمسي
وافني مثلما صعلوك حقير وارقد مثله في جوف رمس
ونسمة قبره ستهب حولي ولا تفريق في مجد وبؤس
سأقضي العمر في جد وكد وأجلس فوق عرش العلم وحدي
وأصبح مرجعا في كل فن وابني من جلال العلم مجدي
واغدو قبلة في كل ناد ولا القي علي الايام ندي
يسير اعاظم العلماء خلفي ويأتي ذكرهم في المدح بعدي
وترفع دولة الابحاث قدري وتخشي دولة الاقلام نقدي
وابدي الرأي في ثقة بعلمي فترتج الكجامع حين ابدي
وماذا بعد هذا ليت شعري؟ احقا ثروة الافكار تجدي؟
سأفني مثلما يفني جهول وارقد مثله في جوف لحد
ونسمة قبره ستهب حتما تماما مثلم ستهب عندي
سأقضي العمر في لهو الشباب واختار الطروب من الصحاب
واترك كل نبع للمسيح واجري مسرعا خلف السراب
واصطحب المجون طوال عمري وافخر بالمجون وباصطحابي
وانفق كل يومي في الملاهي واسقط بيت ربي من حسابي
واطرب بالاغاني عابثات واسعد بالكؤوس وبالشراب
واشبع مهجتي من كل طيش وارفض كل نصح وعتاب
وماذا بعد هذا ليت شعري؟ سوي ذل وفقر واضطراب
وافني مثلما يفني عفيف وارقد مثله تحت التراب
ونسمه قبره ستهب حولي تمجده وتسخر من شبابي
فماذا نات من علمي ومالي وماذا نلت ويحي من ضلالي؟
وماذا نلت من مجد كذوب تبدي مثل قصر من رمال؟
وما جدوي حياة سوف تفني وقد ايقنت من سوء المال؟
وهل في المال عمر بعد موت وهل جاهي سيمنع من زوالي؟
ضلال كله لا خير فيه واثم ليس فيه من حلال!
فوا مجد لسكان البراري ووافخر لقس في القلالي
ويا طوباه من يحيا غريبا عن الدنيا وعن صحب وآل
فلا يهتم ان جاءت وولت ولا يصغي الي قيل وقال
ويحيا مثل ضيف ليس يبني قصورا غير بيت في الاعالي
قصيدة الأمومة ( او قصيدة نام فى أمن) كتبت عام 1949
نام في أمن ولكن قد سهرتِ، في إرتياح ما شكوْتِ أو وهنتِ،
ما تركتيه على مهده بل، قد ضممتِ الطفل حُباً وإحتضنتِ،
قد وهبتيه فؤداً خالص، وكذا في قلبه الغَضِ سكنتِ،
كل ما عندكِ متروك له، ما احتجزتِ منه شيئاً أو ضننتِ،
لم يجد في الكون أو آمالهِ، أي حسن إنما دنياه أنتِ،
أنتِ يا أختاه سِرٌّ غامض، أنتِ نبع من حنان حيث كنتِ.
أن لي طفلاً هو الطفل يسوع، قارعاً دوماً على باب الضلوع،
له في أعماق قلبي مزود، يبتغيه في إشتياق وولوع،
كم دعوت الطفل في قلبي وكم، نال مني كل حب وخشوع،
غير أني جاحد في حبهِ، كلما إشتاق يثني الرجوع،
وأرى الشيطان في إغرائه، فينادي القلب ويحي هل أطيع،
ليت لي يا أم قلباً مثلكِ، طاهراً يشفق بالطفل يسوع،
كم خزنتِ العطف في قلبكِ هل، تمنحيني البعض مما قد خزنتِ،
أنتِ يا أماه سِرٌّ غامض، أنتِ نبع من حنان حيث كنتِ.
إملئي الكون حناناً وحنين، واسمعينا عن خفاياكِ اسمعينا،
حدثينا عن هوى الأُم وعن، قلبها الحاني حديث العارفينا،
واذكري العذراء في عليائه، كمثال رائع إذ تذكرينا،
كيف ناءت من شكوك مُرة، وهي تحوي ربنا الفادي جنينا،
كيف حلت مزوداً مُحتقر، كيف قاست ذل الفقر سنينا،
كيف جاءت مصرنا هاربة، بيسوع من سيوف الذابحينا،
كيف لاقت إبنها المحبوب في، غمرة الآلام مصلوباً حزينا،
إيه يا عذراء كم جربتِ في، مهجة الأم فأي الناس أنتِ،
أنتِ في العالم سِرٌّ غامض، أنتِ نبع من حنان حيث كنتِ.
قصيدة من الحان باراباس ( او قصيدة انت لم تنصت) كتبت عام 1949
أنت لم تُنصِت إلى الحية بل، أخطأت أمي وأصغت لنداها،
أنت لم تُقطِف من الجنة بل، قطفت أمي حراماً من جناها،
أنت قدوس طهور بينما، أنا من شُرِّد في الشر وتاها،
أنت عالٍ في سماءٍ إنما، أنا إبن الأرض أصلي من ثَراها،
فلماذا أنت مصلوبٌ هنا، وأنا الخاطئ حُرٌّ أتباهى،
حكمة يا رب لا أُدركها، وحنان قد تسامى وتناهى.
عجباً يا رب ماذا قد جرى، وعلام كرههم فيك علاما،
عشت يا مولاى حيناً بينهم، تنزع البغضات منهم والخصاما،
كنت يا قدوس قلباً مشفقاً، فملأت الكون حباً وسلاما،
كنت رِجْلاً لكسيح ويداً، لأشل وأباً بين اليتامى،
قد أقمت الميت والأعمى رأى، والطريح المُقعَد إشتد وقاما،
فلماذا قامت الدنيا على، شخصك الحاني وزادت في أذاها،
ولماذا أنت مصلوبٌ هنا، وأنا الخاطئ حُرٌّ أتباهى،
حكمة يا رب لا أُدركها، وحنان قد تسامى وتناهى.
أن أوْلى منك بالصلب أنا، صاحب العار الذي لوَّث نفسَه،
أنا من ضيَّعَ ويحي يومه، في ضلال مثلما ضيَّعَ أمسَه،
أنا من يسعى إلى الموت وفي، نشوة أو سكرة يحفر رمسَه،
أنا ظمآن توَّلى مسرعاً، يرتجي الحية أن تملأ كأسَه،
أيها المصلوب يا مَنْ قد رأى، كل من في العالم الناكر قُدسَه،
كلما طافت بك العين إتروَّت، نفسي الخجلي يغطيها بكاها،
فلماذا أنت مصلوبٌ هنا، وأنا الخاطئ حُرٌّ أتباهى،
حكمة يا رب لا أُدركها، وحنان قد تسامى وتناهى.
قصيدة أيها النجم ( او قصيدة طفل المذود) كتبت عام 1950
أيها النجم الذي أرشدتنا، منذ أجيالنا لطفل المذودِ،
أنا يا نجم غريب ههنا، وشريد ليس لي من مرشدِ،
قد ضللت الله دهراً لم أجد، ذلك الهادي الذي يهدي يدي،
فأرشد القلب إلى مذوده، واتركنِّي في خشوع العابدِ،
بين أملِّاك بهيٌّ شكلهم، ركِّعَ حول يسوع سجدِ.
نحن في الدنيا ضعاف عزل، لم نجد يا نجم من حصن لنا،
غير وعد بمسيح منقذٍ، يغفر الماضي ويخفي إثمنا،
كلما انقادت إلينا شهوة، أو غزا طيش الهوى ألبابنا،
كلما إشتدت علينا ضربة، وسئمنا ذات يوم حربنا،
كلما هبت رياح فإجتنت، زرعنا النامي وهزت غَرَسنا،
يسرع القلب ويشكو صارخاً، أيها النجم الذي أرشدتنا،
منذ أجيال لطفل المذود.
سِر بقلبي أيها الهادي ولا، تُبطئ الخطوَ إذا اليوم دنا،
أنا يا نجم ضعيف خائر، أن أولى الناس بالعطف أنا،
أنا طفل في حياة الروح لم، يغتنِ القلب ولا العقل إغتنى،
ليس لي حلم ولا رؤيا ولم، أستمع صوتاً صريحاً معلنا،
أنا في الصحراء نبت واهن، كلما مرَّت به الريح إنثنى،
أنا وحدي حائر بل عاجز، أنا يا نجم غريب ههنا،
وشريد ليس لي من مرشد.
أيها النجم إفتقدني إنني، عن حياة الشر يوماً لم أحِد،
كم وعدت الله وعداً حانثاً، ليتني من خوف ضعفي لم أعِد،
أنا عبد الإثم أُرضي شهوتي، إن أردت الإثم أو إن لم أرِد،
أنا وحدي وسط أسياف العِدا، خائف في وحدتي بل مرتعِد،
أنا مُلقى في ضلالي ليس من، أسقف يرعى ولا مُفتقِد،
فطريقي في ظلام دامِسٍ، قد ضللت الله دهراً لم أجِد،
ذلك الهادي الذي يهدي يدي.
قد سمعنا اليوم عن ميلاد من، أدهش الكون في مولدهِ،
سر أيا نجم لتهدينا فما، أحوَج القلب إلى مرشدهِ،
طُف بكل الناس إشفاقاً بهم، بشر العابد في معبدهِ،
وأيقِذ الغافل من غفلته، وإنهض الراقد من مَرقدهِ،
واشدُ بالبشري نشيداً مفرحاً، تهرِع الدنيا على مَنْشَدهِ،
وُلد الرب كطفل مثلنا، فأرشد القلب إلى مذودهِ،
وإتركني في خشوع العابد.
كل ما في الكون إثم سافر، أخطأ الكل وزاغوا كلهم،
استغلوا فاستكانوا في رضى، ليتنا ندري آلام ذلهم،
قلبهم للشر أضحى مسكنا، ولأجل الطيش يفني مالهم،
عبثا يهديهم العقل فقد، ضل في الآثام أيضا عقلهم،
فترفق أيها النجم بهم، أنت تدري كيف أمسى حالهم،
قم وجمعهم بقلب خالص، وسط أملاك بهي شكلهم،
خشع حول يسوع سجد.
قصيدة (قم حطم الشيطان) كتبت عام 1951
قم حطم الشيطان لا، تبق لدولته بقية.
قم بشِّر الموتى وقل، غفرت لكم تلك الخطية.
واغفر لبطرس ضعفه، وامسح دموع المجدلية.
واكشف جراحك مقنعاً، توما فريْبَته قوية.
وإرسل إلينا مرقساً، يبني كنيستنا النقية.
وهلم وإقْبِل سيدي، واسكن بيوت المرقسية.
إرفع رؤوساً نُكِّسَت، وإشفق بأجفان البُكاةِ.
شمت الطغاة بنا فقم، واشمت بأسلحة الطغاةِ.
حسبوك إنساناً فنيت، فلا رجوع ولا نجاةُ.
ولأنك أنت هو المسيح، وأنت ينبوع الحياةُ.
قم في جلال المجد بل، واظهر بسلطان الإلهِ.
قم وسط أجناد السماء، فأنت رب في سماءِ.
قم رَوَّع الحراس، وأبهرهم بطلعتك البهية.
قم قوِّ إيمان الرعاة، ولمِّم أشتات الرعية.
مرت علينا مدة، غرباء في هذا الوجودِ.
فتُرَت ضمائرنا هنا، ولم تقم بعد الرقودِ.
فالقبر ضخم فوقه، حجر ويحرسه الجنودَ.
يا مَنْ أقمت المائِتين، وقُمت من بين اللِحودَ.
يا مَنْ قهرت الموت يا، رب القيامة والخلودَ.
قم وأنقذ الأرواح من، قبر الضلالة والخطية.
قم قوِّ إيمان الرعاة، ولمِّم أشتات الرعية.
قصيدة (هذه تقواك) كتبت 28 سبتمبر 1951 ، ألقيت هذه القصيدة فى حفل التأبين التى أقامتها اللجنة العليا لمدارس الأحد فى يوم الأربعين لإنتقال طيب الذكر المتنيح حبيب جرجس
هذه تقواك إيمان فحُب، هذه دُنياك أشواك وصلب.
أنت مَنْ أنت رسول ههنا، أنت أبهى من رسول أنت قلب.
أنت قلب واسع في حضنه، عاش جيل كامل أو عاش شعب.
أنت نبع من حنان دافق، أنت عطف أنت رفق أنت حب.
وأب أنت ونحن يا أبي، عشنا بالحب على صدرك نحبو.
لك أبناء كثار إنما، لك فوق الكل يا قديس رب.
يا قوِّياً ليس في طبعه عنف، ووديعاً ليس في ذاته ضعفُ. (2)
يا نبيلاً كلما عوديت كم، كنت تنسى الشر للجاني وتعفو.
يا حكيماً أدِّب الناس وفي، زجره حب وفي صوته عطفُ.
لك أسلوب نزيه طاهر، ولسان أبيض الألفاظ عفُ.
لم تنل بالذم إنساناً ولم، تذكر السوء إذا ما حل وصفُ.
إنما بالحب والتشجيع قد، تُصلح الأعوج والأكدر يصفو.
هكذا كنت حبيباً شائع، لك صدر واسع الأرجاء رحبُ.
وأبا كنت ونحن يا أبي، عشنا بالحب على صدرك نحبو. (2)
يا فقير عَبَر الدنيا ولم، يمتلك من قنية الدنيا حطاماً.
عرض المال عليه فأبى، وازدرى المال ولم يبد إهتماماً.
في زمان زحف المال إلى، خير أقداسه فأظلم إظلماماً.
أنت أغنى من ملوك ورثو، ورعاة جمعوا المال حراماً.
خطفوه من فم الجوعان بل، من رضيع لم يوفوه فطاماً.
زاهداً عشت كريماً فاضل، ان أغني الناس من عاشوا إكراماً.
ليس عيباً ان تولي هكذ، إنما التخزين والتكويم عيب.
أنت أغنى ببنين كلهم، عاش بالحب على صدرك يحبوا. (2)
في سلام القلب نم في راحة، في نعيم الله في حضن الجدود.
واسمع الأنغام من داود، واللحن ينساب مع القلب الودود.
واشهد استيفانوس الشماس في، مَقْدِس الأبكار في المجد العتيدِ.
قل له قد عشت في نهجك بل، كنت أيضاً في مماتي كالشهيدِ.
قل لآبائي صلوا واطلبوا، نعمة الله لذا النشئ الجديدِ.
أذكروهم انني خلفتهم، يحملون العبء في جيل عنيدِ.
هكذا كن مثلما كنت لنا، اننا أهل وأحباب وصحبُ.
وأبا كنت ونحن كلنا، عشنا بالحب على صدرك نحبوُ. (2)
قصيدة (اغلق الباب وحاجج)
إغلق الباب وحاجج، في دُجى الليل يسوعا.
وإملأ الليل صلاة، وصراعاً ودموعاً.
1.أيها الحائر يا مَنْ، تُهتَ في فكر عميق.
تسأل الناس وتشكو، صارخاً أين الطريق.
هل وجدت الحل يا، مسكين والقلب الشفيق.
هل أزال الناس ما، عندك من هم وضيق.
يا صديقي سوف لا يجْديك، في الدنيا صديق.
ليس عند الناس رأيٌ، ثابت شافٌ يليق.
فحلول لفريق، ضد أخرى لفريق.
إنما عندي علاج، قد خبرناه جميعا.
إغلق الباب وحاجج، في دُجى الليل يسوعا.
وإملأ الليل صلاة، وصراعاً ودموعاً.
2.أيها المُصلح يا مَنْ، تملأ الدنيا لهيِّباً.
ثائراً للحق والإصلاح، محتداً غضوبا.
كم لقيت العنتَ والتجريح، والقول المعيبا.
تحمل اليوم صليباً، وغداً أيضاً صليبا.
يا صديقي: إن مضى الوقت، نزاعاً وحروبا.
وإستمر الحال مثل الأمس، صعباً وعصيبا.
فأدخل المخدع وإركع، واسكب النفس سكيبا.
قل له إشتدت وضاقت، فأفتح الباب الرحيبا.
قل له يا رب إني، عاجز لن أستطيعا.
واعرض الأمر وحاجج، في دُجى الليل يسوعا.
وإملأ الليل صلاة، وصراعاً ودموعاً.
قصيدة ( سائح أو انا فى البيداء وحدى) كتبت أول يوليو 1954
أنا في البيداء وحدي ** ليس لي شأن بغيري
لي جحرُ في شقوق التل ** قد أخفيت جحري
وسأمضي منه يومًا ** ساكنا ما لست أدري
سائحًا أجتاز في الصحراء ** من قفر لقفر
ليس لي دير فكل البيد ** والآكام ديري
لا ولا سور فلن يرتاح ** للأسوار فكري
أنا طير هائم في الجو ** لم أشغف بوكر
أنا في الدنيا طليق ** في إقامتي وسيري
أنا حر حين أغفو ** حين أمشي حين أجري
وغريب انا أمر الناس ** شيء غير أمري
قصيدة مسرحية ( فى جنة عدن) كتبت اواخر يوليو عام 1954
(المنظر الأول) آدم وحواء يسبحان الله في الجنة
آدم (يغني) : تعالي الله مولانا +++ وبورك حيثما كانا
يحب إلهنا قلبي
حواء : يحب الله قلبانا
آدم يكمل : وربي مصدر الحب +++ كما نهواه يهوانا
ملأنا الجو تمجيد +++ وترتيلا وألحانا
ملاك : إلهب زده تسبيحا
ملاك آخر : إلهي زده إيمانا
آدم في حماس : أنا من فيض رحمته +++ تراب صرت انسانا
حقيرا كنت في الأرض +++ وكنت أداس أحيانا
وها نذا قد صرت +++ علي الفردوس سلطانا
أري في جنتي شجر +++ من الأثمار ملآنا
وأطيارا مغردة +++ وأزهارا وريحانا
ويجري الماء من حولي +++ ينابيعا وغدرانا
آدم وحواء: تعالي الله باركنا
(يري آدم فهدًا راقدا فيقول له)
تنشط أيها الفهد +++ وسر في الأرض نشوانا
وقل يا صاحبي معن +++ تعالي الله مولانا
(الفهد يسير مغنيا معهما):
تعالي الله مولان +++ وبورك حيثما كانا
يتحمس آدم فيقول لأسد في الطريق) :
وقم أيها الأسد +++ وصح بالصوت رنانا
وسبح ربنا العلي +++ وردد لحن نجوانا
وقل يا صاحبي أيض +++ تعلي الله مولانا
(الأسد يسير مغنيا معهم) :
تعالي الله مولان +++ وبورك حيثما كانا
(تزيد الحماسة بآدم وتأخذه روعة النشيد فيقف هاتفًا) :
هلمي دولة الوحش +++ ذرافات ووحدانا
وهيا ساكني البحار +++ أسماكا وحيتانا
وقومي جنة الفردوس +++ أطيارا وأغصانا
هلمي كلنا نشدو +++ تعالي الله مولانا
(يسمع صوتهم جميعا وهم يسيرون في موكب حافل يردد) :
تعالي الله مولان +++ وبورك حيثما كانا
ملأنا الجو تمجيد +++ وترتيلا وألحانا
(الحية في غيظ): كفاكم أيها الشادون +++ ما تلقون من لحن
تملك آدم فيكم +++ وليس مفضلا عني
أنا الجبارة العظمي +++ أنا سلطانة الجن
لسوف ترون من مكري +++ وسوف ترون من فني
المنظر الثاني
(الحية تدخل الجنة وتتملق حواء وتظل بها حتي تسقطها هي وآدم)
الحية لحواء : سلام القلب يا أبهي +++ عروس قد رأيناها
وحبا أعظم الجارات +++ سلطانا وأسناها
حواء: صباح الخير أذكاه +++ علي علم وأدهاها
سلام الله من نالت +++ من الأذهان أذكاها
(الحية متظاهرة بالتواضع)
حنو منك مولاتي +++ وروح لست أنساها
أنا في الحق لا أسمو +++ لأفتح ها هنا فاها
أمامك تخشع الأفهام +++ أرقاها وأستناها
وأعقل عاقل يصغي +++ اليك يقول طوباها
(تقتادها الي الجنة وهي تقول) :
تعالي ندرس الأثمار +++ كي ندري خباياها
(تشرح لها الأشجار حتي تصل الي شجرة معرفة الخير والشر فتقول) :
وهذي وحدها حملت +++ من الأسماء أبهاها
حواء: تعالي الله بارئن +++ هو القدوس سماها
الحية: أحقا قال مولان +++ “حذار-لا تمساها”
(آدم يقترب) : تماما
(الحية في دهشة): كيف واعجبي +++ أحقا أنت تخشاها
آدم: سنأكل مثلما شئنا
الحية : لماذا ؟
حواء : تلك أقوال +++ لربي قد حفظناها
آدم: سنهلك ان عصيناه +++ ونفني ان أكلناها
(الحية في لهجة الواثق العالم بخبايا الأمور ، تقول باسمة في خبث) :
محال أن يميتكم +++ وأنتم منتهي جهده
بل القدوس في سر +++ وأعرف مختفي قصده
نهاكم مشفقا منكم +++ علي سلطانه وحده
(تنظر اليها حواء في استغراب واستفهام ، فتجيب الحية في اغراء) :
تصيران إلهين +++ نظير الله في مجده !
(ملاك يقول في إنذار) :
أوعيد من إلهي +++ أم من الحية وعد
ليس مجدا بل هلاك +++ كيف في العصيان مجد
(الحية لحواء) : هذه النبتة يا حواء لو جربت شهد
نبته فيها جلال العلم بل خلد معد
(حواء تنظر إلى الشجرة فإذا هي بهجة للعيون وجيدة للأكل فتقطف وتأكل وتعطي رجلها فيأكل معها)
(بينما الحية تقول في شماتة وتمزح) :
سقط الجبار ، أين العدل يا رب الحساب؟
واستحق الموت مهما ترك الشر وتاب.
(وتوجه كلامها لآدم) :
لست شبه الله يا آدم +++ بل أنت تراب
ويح سلطانك في الجنة +++ قد ولي وغاب
ليس مجد لأثيم +++ بل هلاك بل عذاب
سوف تحيا في شقاء +++ وامتهان واكتئاب
وستبقي تحت سلطاني +++ الي يوم المآب
(وتضحك ضحكتها الشيطانية وتجري عابثة في أرجاء الجنة)
قصيدة ( من تكون ؟) نظمت فى المغارة عام 1960
كل ما هو لك صمت وسكون +++ وهدوء يكشف السر المصون
اعتزلت الناس حتى ما ترى +++ غير وجه الله ذى القلب الحنون
وتركت الكون بل أنسبته +++ لم يعاودك الى الكون الحنين
هل ترى العالم الا تافها +++ يشتهى المتعة فيه التافهون
كل ما فية خيال يمحى +++ كل ما فية سيفنى بعد حين
هل ترى الآمال الا مجمرا +++ يتلظى بلظاه الآملون
لست منهم . هم جسوم بينما +++ أنت روح فر من تلك السجون
قد يقول البعض هذى حكمة +++ ويقول البعض كلا بل جنون
فاترك الناس الى أفكارهم +++ مثلما شاء الهوى يفتكرون
لك نهج مفرد والناس فى +++ منهج مختلف يضطربون
يا شبيه الله تدنيه لنا +++ أنت حسن تتشهاه العيون
أنت رمز كلما نبصره +++ نزدرى الآمال والكون يهون
أنت رمز لحياة طهرت +++ اشتهى الخالق يوما أن تكون
أنت لحن الروح يسرى هادئا +++ يسكب النشوة فى القلب الأمين
أنت قلب هائم فى حبه +++ أنت سر ليت شعرى من تكون
أنت سر لست أدرى كنهه +++ أى شئ فيه لى غير الظنون
أنت روح سابح فى عمقه +++ يجتلى الأعماق فى صمت رصين
ان فى صمتك سرا لن يرى +++ قدس أقداسه الا الصامتون
قصيدة (همسة حب أو قلبى الخفاق) نظمت فى المغارة عام 1961
– قلبي الخفاق .. أضحى مضجعك، في حنايا الصدر .. أخفي موضعك.
قد تركت الكونَ .. في ضوضائه، وإعتزلت الكلَ .. كي احيا معك.
ليس لي فكر .. ولا رأى ولا، شهوة أخرى .. سوى أن أتبعك.
وأبي يعقوبُ .. أدري سره، قد عرفت الآن .. كيف صارعك.
يا أليف القلب .. ما أحلاك بل، أنت عال مُرهِب .. ما أروعك.
يا قويا ممسكاً .. بالسوط في ،كفه والحب .. يدمى مدمعك.
لم يسعك الكونُ .. ما أضيقه، كيف للقلب إذاً .. أن يسعك.
قد تركت الكونَ .. في ضوضائه، وإعتزلت الكلَ .. كي أحيا معك.
2 – قد تركت الكلَ .. ربى ما عداك، ليس لي في غربة .. العمر سواك.
ومنعت الفكرَ .. عن تِجوَاله، حيثما أنت .. فأفكاري هناك.
قد نسيت الأهلَ .. والأصحاب بل، قد نسيت النفس .. أيضاً في هواك.
قد نسيت الكلَ .. في حبك، يا متعة القلب .. فلا تنسى فتاك.
ما بعيد أنت .. عن روحي التي، في سكون الصمت .. تستوحي نداك.
في سماء أنت .. حقاً إنما، كل قلب عاش .. في الحب سَمَاك.
هي ذي العين وقد .. أغمضتها، عن رؤى الأشياء .. علِّي أن أراك.
وكذاك الأذن .. لقد أخليتها، من حديث الناس .. حتى أسمعك.
قلبي الخفاق .. أضحى مضجعك، في حنايا الصدر .. أخفي موضعك.
قصيدة (تائه فى غربة ) او ( يا صديقى) نظمت فى المغارة عام 1961
يا صديقي لست أدري ما أنا، أو تدري أنت ما أنت هنا.
أنت مثلي تائه في غربة، وجميع الناس أيضاً مثلنا.
نحن ضيفان نقضيَّ فترة ثم نمضي حين يأتي يومنا .
عاش آباؤنا قبلاً حقبة، ثم ولَّى بعدها آباؤنا.
قد دخلت الكون عُرياناً، فلا قنية أملك فيه أو غنى.
وسأمضي عارياً عن كل ما، جمع العقل بجهل وإقتنى.
عجباً هل بعد هذا نشتهي، مسكناً في الأرض أو مستوْطنا.
غرنا الوهم ومن أحلامه، قد سَكِرنا وأضعنا أمْسَنا .
ليتنا نصحو ويصفو قلبنا، قبلما نمضي وتبقى ليتنا .
2 – لست أدري كيف نمضي أو متى، كل ما أدريه إنَّ سوف نمضي.
في طريق الموت نجري كلنا، في سباق بعضنا في إثر بعضي.
كبخار مضمحل عمرنا، مثل برق سوف يمضي مثل ومضي.
يا صديقي كن كما شئت إذاً، وإجري في الآفاق من طول لعرضي.
إرض آمالك في الألقاب أو، إرضها في المال أو في المجد إرضي.
واغمض العين وحلق حالماً، ضيع الأيام في الأحلام وإقضي.
آخر الأمر ستهوى مُجهداً، راقداً في بعض أشبارٍ بأرضِ.
يهدأ القلبُ وتبقى صامتاً، لم يعد في القلب من خفق ونبضِ.
ما ضجيج الأمس في القلب إذاً، أين بركانه من حب وبغضِ.
3 – قل لمَنْ يبني بيوتاً ههنا، أيها الضيف لماذا أنت تبني.
قل لمَنْ يزرع أشواكاً كفى، هو نفس الشوك أيضاً سوف تجني.
قل لمَنْ غنى على الأهواء هل، في مجئ الموت أيضاً ستغنِّي.
قل لمنَْ يرفع رأساً شامخاً، في إعتزاز في إفتخار في تجنِّي.
خفض الرأس وسِرْ في خشيةٍ، مثلما ترفع رأساً سوف تحني.
قل لمَنْ يعلو ويجري سابقاً، يا صديقي قف قليلاً وانتظرني.
نحن صِنوَان يسيران معاً، أنا في حضنك مل أيضاً لحضنِّي.
قل لمّنْ يعتز بالألقاب إن، صاح في فخره مَنْ أعظم منِّي.
نحن في الأصل تراب تافه، هل سينسى أصله من قال أنِّي.
قصيدة ( كيف أنسى ) كتبت عام 1962
سوف أنسى الأمس واليوم وقد أنسى غدا.
وسأنسى فترة في العمر قد ضاعت سُدى.
غير أني سوف لا أنسى سؤالاً واحدا. (2)
حين قال القلب يوماً في إرتباك: كيف أنسى.
كيف أنسى فترة الطيش وآثام الصِبا.
حين كان القلب رخواً كلما قام كَبَا.
أسكرته خمرة الإثم فنادى طالباً. (2)
كلما يشرب كأساً يملأ الشيطان كأسا.
كم دعاني الرب يوماً فأشحت الوجه عنه.
وأراني قلبه الحاني أنا الهارب منه.
قال كن صدراً لقلبي، غير أني لم أكنه. (2)
كان قلبي في صدري مثل صخر، كان أقسى.
قال هل تحضر يا صاحب عرسي، فإعتذرت.
فأعاد القول في رفق وعطف، فضجرت.
فتولى بعد أن قال إنتظرني، ما انتظرت. (2)
لم تكن في القلب أشواق لكي أحضر عرسا.
كجحيم ذلك الماضي، كشيطان مريع.
قائم ضديَّ في صحوى وأيضاً في هجوعي.
كم مضي الليل وقد بللت فراشي بدموعي. (2)
ايه يا ظلمة نفسي، هل ترى أبصر شمسا.
قرأ الكاهن حلَّاً فوق رأسي، فإسترحت.
قال لي هيا إصطلح بالرب هيا، فإصطلحت.
قلت انسى الأمس لكن صرخ العقل فصحت. (2)
حسن يا قلب أن انسى ولكن، كيف أنسى.
كيف أنسى فترة الطيش وآثام الصِبا.
كيف أنسى الرب مصلوباً وقلبي صالبا.
قصيدة (أنا الجبار ام شبحى) عن شمشون وهو يجر الطاحونة
أنا الجبار أم شبحي، أنا شمشون أم غيري.
اذا ما كنت شمشوناً، فأين جلالة القدرِ.
وأين كرامة القاضي، وأين نباهة الذِكرِ.
وأين اللحى في كفي، وجيش هارب يجري.
وأين النور من عيني، وأين الطول من شعري.
حنانك يا رحى الطاحون، هل تدرين ما سرِّي.
أجيبى انني مصغ، فقد حيرت في أمري.
أنا الجبار أم شبحي، أنا شمشون أم غيري.
قصيدة (أبيات عن مريم ومرثا)
دخلت البيت لا مرثا، بساحته ولا مريم.
فمَنْ للرب في البيت، وكيف اذا أتى يخدم.
ومَنْ يهفو لمقدمه، ومَنْ يجري ومَنْ يبسم.
ومَنْ يرنو لطلعته، ومَنْ يصغي ومَنْ يفهم.
ومَنْ بكلامه يشدو، طول الليل أو يحلم.
قصيدة ( للكون إله )
إن للكون إلهاً، ليس معبوداً سواه.
إنه أصل للوجود، إنه أصل الحياة.
ينحني الكل خضوعاً، فله نحني الجباه.
فى ركوع في سجود، في إبتهال في صلاة.
يجد الوجدان في حبه، أسمى مشتهاه .
كل ما أبغيه أن أقضيَّ، عمري في رضاه.
هو في الأذهان دوْماً، وهو عال في سماه.
ويحار العقل فيه، ليس يدري ما مداه.
إنه الخالق والحافظ، بل حامي الحماة.
هو رب للبرايا، وهو راع الرعاة.
قصيدة (بللت فراشى)
بللت فراشي .. بدموعي المرة، وعاهدت إلهي .. دي آخر مرة.
هأثبت في حبك .. وأثبت كالصخرة، من كل قلبي .. مش راجع تاني.
مش راجع تاني .. مش راجع تاني، من كل قلبي .. مش راجع تاني.
2- وجت عليَّ .. الحرب قوية، رجعت تاني .. لعمق الخطية.
فبكيت من قلبي .. بتوبة نقية، لكن لمدة .. ورجعت تاني.
ورجعت تاني .. ورجعت تاني، لكن لمدة .. ورجعت تاني.
3- قويت إرادتي .. كترت عهودي، من فرط غروري .. زودت عهودي.
واثق بعزيمتي .. واثق بجهادي، خانتني نفسي .. ورجعت تاني.
ورجعت تاني .. ورجعت تاني، خانتني نفسي .. ورجعت تاني.
4- فصرخت بشدة .. وقلت إرحمني، أنا عارف ضعفي .. يا رب أعني.
لقوة منك .. من فوق مش مني، طول ما أنت معايا .. مش هرجع تاني.
مش هرجع تاني .. مش هرجع تاني، طول ما أنت معايا .. مش هرجع تاني.
قصيدة ( ما حياتى – كيف صرت) قالها البابا فى احد اعياد رسامته – 14 نوفمبر 2007
ما حياتي كيف صرتِ، ماذا أحكي لست أدري.
كنت طفلاً صرت كهلاً، كيف مد الله عمري.
كيف قاد الله خطوي، وتولى الله أمري.
منذ أن كنت صبياً، وإلى أن شاب شعري.
لست أدري كيف صرتِ، كيف قاد الله سيري.
لست أدري ماذا كنت، لولا ربي ليت شعري.
إذعاني الرب قلت، أنت مَنْ يختار دوري.
أنا منك وإليك، لك قد فوضت أمري.
ها حياتي في يديك، هاك قلبي هاك فكري.
أنت مَنْ يفرح قلبي، أنت مَنْ يثلج صدري.
أنت مَنْ يرشد عقلي، أنت مَنْ قد صاغ شعري.
أنت عوني أنت حصني، أنت مجدي أنت فخري.
قصيدة (أحبك يارب فى خلوتى) كتبها قداسة البابا خلال فترة مرضه الاخيرة – يوليو 2008
احبك يارب في خلوتي
تنادي فؤادي بعمق الكلم
احبك يا رب في توبتي ووقت البكاء ووقت الندم
احبك يارب وقت الرخاء احبك يا رب وقت العدم
احبك والقصر يُبني لأجلي وأيضًا إذا ما هو وانهدم
أحبك قلبًا يُضمِّد جُرحي و أفرح بالجرحِ حين التأم
أُحبك روحًا يرفرف حولي يفيض عليَّ بأسمى النِّعَم
قصيدة (حرمت الجبال) فى فترة مرض قداسة البابا – سبتمبر 2008
حُرِمْتُ البراري وأجواءها، حُرِمْتُ الجبال حُرِمْتُ المغاره.
وعشت زحام الألوف أُلبِّي، نداء بأدني إشاره.
وصرت أزور وصرت أزار، اشتت فكري بكل زياره.
وصرت أجادل في الدين غيري، خلاص النفوس وقصر الدُباره. (2)
واشغل نفسي بالمشكلات، واشغل فكري بجو الإداره.
فأين السكون وأين الهدوء، وأين الصلاة التي بحراره.
اذا قلت إني خسرت ألآم، ويندهشون لهذه العباره.
فهم يعجبون،وهم يسألون، أجبنا بحقك أين الخساره.
ألست تنادي بأسم المسيح، تدافع عن حقه بجداره.
ولكن ذكرى حياه الجبال، تُدغْدغ نفسي بأقصى مراره.
فأين فؤادي يقضي الليالي، بحب الإله ويقضي نهاره.
وما عاد ربي له كل فكري، تركت إلهي وأحببت داره. (2)
وأسأل كيف تغيَّر حالي، وكيف تركت حياة المغاره.
أخيراً خضعت لما صرت فيه، خضعت لربي قَبِلتُ قراره.
قصيدة ( يا الهى ) كتبت خلال فترة مرض قداسته – 8 أغسطس 2008
يا إلهي أعمق الحب هواك،
يا إلهي لي اشتهاء أن أراك،
في جمالٍ في بهاءٍ مبهرٍ،
في جلالٍ وسط قوات سماك.
أو أرى حسنك في الإبن الذي،
كل شخص قد رآه قد رآك،
أنت ملءُ العقل والقلب معا،
ليس في غربة العمر سواك.
أنا وسط الناس اجذبهم لك،
أنا في الوحدة استوحى نِداك،
أنت أصل الكون يا رب الورى،
كل مجد الكون صاغته يداك.
يا إلهي أنت عوني أنت حصني،
أنت ربي أنا أحيا في حِماك،
فيك ما يُشْبِعُ قلبي دائماً،
إيه ربي متعة القلب رضاك.
قصيدة (حنانك يارب) كتبت فى سبتمبر 2008
حنانك يا رب يغزو القلوب، فأنت الصديق وأنت الحبيب.
لأجل الخطاة بذلت الحياة، سفكت دماءك فوق الصليب.
فليس شبيهٌ لحبك هذا، فحُب الإله عجيبٌ عجيب.
تحب الجميع وإذ يطلبون، بكل حنانٍ لهم تستجيب.
وتصغى إليهم بطول أناة، فصدرك يا رب صدرٌ رحيب.
تنادي الجميع: تعالوا إليَّ، لكم في فؤادي الشفوق نصيب.
تعالوا إليَّ يا جميع التعابى، فيفرح قلب الحزين الكئيب.
فتحت فؤادي لكم يا بني، وقلبي ينادي فهل مَنْ مُجيب.
تعالوا سريعاً ولا تبطئوا، فعُرسي مُعدٌ ووقتي قريب.
نعم يا إلهي سنأتي إليك، بحُب حرارته كاللهيب.
قصيدة ( إن جاع عدوك أطعمه ) كتبت فى يناير 2009
إن جاع عدوك أطعمه، وإذا ما إحتاج تساعده.
وبكل سخاء تعطيه، ومن الخيرات إملأ يده.
إن كان ضعيفاً شدده، أو كان حزيناً تسعده.
إن ضل طريقه عن جهل، فبكل الحكمة ترشده.
إن تاه ضريراً أنقذه، سارع للتو لتنجده.
إن أخطأ طفل لاطفه، لا تنهره وتهدده.
علمه الخير ليعمله، علمه نشيداً ينشده.
أحسن للكل تنل خيراً، مَنْ يزرع خيراً يحصده.
الخير يدوم ولا يُنسى، الشر الرب يبدده.
إنَّا نشتاق إلى الخير، ونحب الرب ونعبده.
لا نهوى الباطل في شئ، ونقول الحق ونقصده.
بطل البطلان نرى الدنيا، والشوق إليها نبعده.
الفكر الخير نقبله، والشر سريعاً نطرده.
قصيدة ( عند اقدامك اجثو )
عند أقدامك أجثو
طالبا في الضيق عونا
بين أحضانك اغفو
في اشتياق كيوحنا
لي عتاب فاستمعني
وامل يارب اذنا
أرضك الفضلي التي
ازدادت علي الافلاك حسنا
استذلت و استبيحت
لم تعد أهلا لسكني
قصيدة ( فى حب مصر )
جعلتك يا مصر في مهجتي
وأهواك يا مصر عمق الهوى
إذا غبت عنك ولو فترة
أذوب حنينا أقاسي النوى
إذا عطشت إلى الحب يوما
بحبك يا مصر قلبي ارتوى
نوى الكل رفعك فوق الرؤوس
وحقا لكل أمريء كل ما نوى
قصيدة ( أحقا كان لى أم فماتت؟ )
أحقًا كان لي أمٌ فماتت؟ أم أني خُلِقت بدون أم؟
رماني الله في الدنيا غريبًا أحلقُ في فضاء مُدلَهِمِّ
وأسال يا زماني أين حظي بأخت أو بخالٍ أو بعم؟؟
وأسأل عن صديق لا أجده كأني لست في أهلي وقومي
كلمات قصيدة مناجاة للتراب: يا تراب الأرض
يا تراب الأرض يا جدي وجد الناس طُرّا
انت اصلي, أنت يا أقدم من آدم عمرًا
ومصيري أنت في القبر إذا وُسَدتُ قبرًا
ويقول قداسة البابا شنوده عن الأبيات السابقة: تذكرت مرة أننا مخلوقون من تراب الأرض، وأننا سنعود مرة أخرى إلى التراب بعد الموت فقلت في أبيات من الشعر ما سبق.
ثم يضيف:
على أنني راجعت نفسي، وتذكرت أن التراب هو أصل الجسد فقط، الذي خُلق من تراب او من طين، قبل انا ينفخ الله فيه نسمة حياة هي الروح. فعدت أصحِّح فكري, وأقول في أبيات أُخرى:
ما أنا طينٌ ولكن أنا في الطين سَكْنتُ
لست طينًا, أنا روح من فم الله خرجتُ
سأمضي راجعًا لله أحيا حيث كنت