ليس الإيمان (أو الأمانة) هو مجرد عقائد جامدة تحفظها عن ظهر قلب، من علم اللاهوت وتعليم الكنيسة، بل الإيمان هو بالحري يقين داخلي عميق، وثقة كاملة بالله وصفاته وعمله. إيماننا بالله ووجوده ورعايته وحفظه، يعطينا سلامًا داخليًا، وراحة في القلب والفكر، واطمئنانًا بأن الله مادام موجودًا، إذن فهو يهتم بنا أكثر مما نهتم بأنفسنا، لذلك علينا أن نعيش في هذا السلام ونثبت فيه (1). كثير من الناس يؤمنون بالله ظاهريًا. ومجرد إيمان عقلي ومن الناحية العملية لا وجود لهذا الإيمان (2). قال القديس بولس الرسول (جربوا أنفسكم، هل أنتم في الإيمان. امتحنوا أنفسكم) (2كو 13: 5). فليس مجرد الإيمان العقلي والإيمان الاسمي هو إيمان حقيقي، وإنما الإيمان هو حياة يحياها الإنسان في الله، تظهر في كل أفعاله وكل مشاعره (3).
من الآيات الجميلة في كتاب الله حول موضوع الإيمان والاختيار في الحياة: “الحياة والموت أمام الإنسان فما أعجبه يُعطَى له” (سيراخ 15: 18)، ولهذا وضعنا تلك الصورة إلى يمين هذا الكلام هنا في موقع الأنبا تكلا، لِتُعَبِّر عن الاختلاف والاختيار.. قال الكتاب أيضًا: “لَسْتُ أَخْجَلُ، لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ” (2 تيمو 1: 12).
الإيمان عمومًا هو الأسس العامة التي نؤمن بها كمسيحيين بمختلف الطوائف، أما العقيدة فهي التفاصيل الفرعية والاختلافات بين الطوائف وخلافه..
في وسط هذا العصر المليء بالاضطرابات والمشاكل، يهتز إيمان البعض لسبب أو لآخر.. وهذا هو هدف هذا القسم.. ربما تأخر قليلًا في موقع الأنبا تكلا القبطي (حيث تم وضعه بعد ما يقرب من 4 سنوات بعد افتتاح الموقع عام 2002)، ولكن better late than never كما يقول المثل (mieux vaut tard que jamais)! وقد بدأنا هذا القسم هنا في موقع الأنبا تكلا بالرد على موضوع ماكس ميشيل، ليس فقط لأنه أثار جدلًا في وسائل الإعلام المختلفة، ولكن بسبب أنه دخل في مرحلة الهرطقة من حيث تغيير شريعة الكتاب المقدس، والدعوة لما يخالف العقيدة المسيحية.. ثم أضفنا بعضًا من سلسة مقالات من أسره المشاركة الوطنية بمدينة الإسكندرية، برعاية اللجنة المركزية لخدمة الشباب، وفيها العديد من الأمور الهامة حول علاقة الكنيسة بالدولة، وبعض الأقباط مدعو الإصلاح، وبعض العقائد الهامة الأخرى.. قم قسم عن طقوس الكنيسة القبطية على مدار السنة، وتبعه معجم المصطلحات الكنيسة، ثم الرد على بدع الأدفنتست السبتيين.. وحديثًا تم إضافة قسم يقوم بالرد على سؤال هل في الكتاب المقدس إعجاز علمي؟ وما هو..؟ وهل هناك تعارض بين الإنجيل والعلم؟